قصة إسم ريشار بن بهجت

ابن بهجت - Ibn Bahjat

احبتي ومتابعيني،
إسمي ريشار-فؤاد .. اسم يحير الكثير و يكاد لا يمر اسبوع بدون ان يسألني احدهم -او احداهن- عن اسمي .. اصلي ام تركيب ؟ صناعي ام طبيعي ؟ طب و ازاي مسلم ؟ ولماذا لم تغير اسمك ؟ ..

سبحان الله ! وخاصة اخر فريق !! .. وكانهم نسوا ان ام ابراهيم بن محمد عليه وآل بيته الصلاة والسلام كانت جارية مسيحية تدعى ‘ماريا’ ولم يغير الحبيب المصطفى اسمها بعد اسلامها .. علما انه قد غير اسم اثنتين من زوجاته ليس لان اسمهم كان من ديانة او لغة اخرى وانما لان اسماؤهما كانت اسماء غير جميلة .. ولذا كانت من وصاياه لنا ان نحسن تسمية اولادنا .. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته ..
ولهذا كله ارتأيت ان اكتب قصة اسمي لاريح كل من سأل وكل من منعه حياؤه ان يسأل .. ولكن احب اولا ان ابشر كل من استفتى وكره اسماء الكفار وحاول ان ينصحني بتغيير اسمي لاقول انه ليس في اسمي شيء كافر او مشرك .. إذ أن معنى اسمي “غني-قوي” يعني لا تهم ولا قضايا ولا شبهات توحيد وعقيده وايمان ! ..

قصة اسمي
بدأت قصة اسمي قبل ميلادي بحوالي ٣٠ عام ..
كان جدي, فؤاد, عصاميا فعمل منذ نعومة اظافره و اجتهد وثابر حتى اصبح احد تجار بيروت المعروفين بالمال و السلطان .. وكان جدي قصيرا جدا ولكنه كان وسيما جاد وبالحق قويا لا يهاب احدا .. و كان أيضاً ودودا كريما شهما شجاعا و ذو نكتة حاضرة و ذكاء ..
ام والدي، ثريا، مسيحية .. وكانت طويلة جسيمة وجميلة الوجه وضاحة وذات خفر وحياء وبساطة يتميز به اهالى القرى .. وزوجها الأول كان مسيحي وأنجبت منه طفل شاءت الأقدار أن تسميه فؤاد ..
إلتقت جدتي بجدي فؤاد خلال عملها ممرضة في إحدى مستشفيات بيروت ..
احبت جدتي جدي فؤاد، واحبها .. واسلمت و تزوجوا واعتنقت الإسلام اعتناقا جميلا فانتقبت ولله الحمد وبقيت متمسكة بنقابها حتى عندما انتشر الفساد في لبنان واختفى الحجاب تقريبا من المجتمع اللبناني ..
احب جدي جدتي جدا و اكرمها في بيتها و اهلها حتى اصبح صهرهم المفضل و لا يرد له طلب .. و اكرمته جدتي و جادت بحبها له و حفظته في حضوره و غيابه و في بيته و اهله و ماله و جيرانه وانعم الله على جدي وجدتي بوالدي، بهجت ..

تربى ابي بهذا الجو العائلي على حب العائلة و الدينان معا .. و طريقة اللبنانين في حب دينهم كانت -و لازالت عند الكثير- بدون طقوس و عبادات و انما بالاخلاق و الصدقات فلا تجد حجابا او حتى صلاة -ماعدا الجمعة- بين الكثير من الشباب .. وانما تراه في الجيل الذي تخطى منتصف الاربعين .. وكانها طقوس تقاعد ..
احب ابي عائلته واسلامه جدا و كان لاخواله معزة خاصة و محبة عظيمة في فلبه .. وطبعا تأثر ابي بجمال عبدالناصر و عشق عروبته وقوميت ..

عندما انجبتني والدتي كنت اول اولاد ابي و اراد ان يسمي بكره على اسم ابيه، فؤاد، ولكنه اراد ايضا يعبر بطريقته عن تلاحم الاديان في لبنان و تعايشها تحت سقف واحد .. فاستوحى من اسم فؤاد اسم ريشار (يستعمل اللبنانيون اللفظ الفرنسي للاسم) قلب الاسد علما ان معناه كما ذكرت “غني-قوي” .. فتوكل على الله و جمع الإسمين واسماني “فؤاد-ريشار” ولله الحمد والمنة والفضل وادعوه ان يجعل لي من اسمي نصيبا ..

تركيبة اثبتت انها تحير الكثير و تدفع الكثير لنصيحتي باعتناق اسم يعبر عن ديني .. علما ان الإسمين لا يعبروا عن الدين كأسماء العباد (عبدالله،عبدالحمن، عبدالهادي.. الخ) .. عموما هم معذورون فقد رأو كم احب الإسلام وأهله و انا من ورث عن اباه وجده حب الاسلام وخُلقه .. و قد رباني ابي على إقران حب الدين بالعبادات وليس فقط بالاخلاق و الصدقات فتعلق قلبي في المساجد وواظبت على صلاه الفجر جماعة كل يوم قبل ذهابي الى المدرسة وانا مازلت في سنواتي الابتدائية الاولى ..

عندما هاجرت للغرب غلب استعمال ريشار على اسم فؤاد لسهولة نطقه بين الاعاجم ولحساسيتي من نطق”فؤاد” بشكل خاطيء .. و ان كانت العائلة تناديني باسم جدي لذكراه العطرة و سيرته الحافلة .. اما الاصدقاء و المقربين فانهم يميلون لاستعمال ريتش او ريتشي .. و يبقى ريشار و فؤاد .. واحداً ..

اسف احبتي لما في هذا من حيرة .. و لكني آمل ان يزول العجب و قد شرحت لكم السبب ..

محبكم
‫#‏ريشار‬ ‫#‏ابن_بهجت‬ ‫#‏ابو_ياسمينا‬ ‫#‏ابا_الفاروق‬ ‫#‏رومانسي_متدين‬
‫#‏مذكرات_مسلم_في_انجلترا‬