خلينا نحكي شوي: ٢، الإسلام بين العقل واللا عقل

“إن التفكر عبادة جليلة يترتب عليها عمق الإيمان ورسوخه، ولذا حث الإسلام على إعمال العقل والتدبر في ما يستطيع العقل النظر فيه، وأشاد بالتفكير في غير ما آية، وجعل ذلك طريقاً موصلاً إلى الإيمان بالله سبحانه ومعرفة صدق ما أخبر به أنبياؤه، وأما ما لا يستطيع العقل إدراكه فإن السلامة في منعه من الخوض فيه، كالتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى، أو التفكر في حقيقة صفاته، فإن التعرف على الله تعالى لا يكون إلا بما عرف به سبحانه نفسه في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وبما بثه في هذا الكون الفسيح من الآلاء والآيات الدالة على عظمته وربوبيته وألوهيته سبحانه، ولا يمكن لمخلوق مهما كان أن يدرك حقيقة ذات الخالق سبحانه.

ومن ذلك التفكر في الأمور الغيبية كاليوم الآخر بالنظر العقلي المجرد، فإنه لا سبيل إلى ذلك إلا من خلال نصوص الوحي كتابا وسنة إننا مأمورون بالرجوع إلى أهل العلم عندما نجهل حكم الشرع في حادثة من الحوادث، فقد قال الله تعالى: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].
وأمرنا الله عز وجل بطاعة أولي الأمر ومنهم العلماء، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59].
وقال سبحانه: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:83].
فمن لم يكن من أهل العلم بحيث يتوصل إلى معرفة حكم الشرع من خلال النظر في الأدلة.. من لم يكن في هذه المرتبة وجب عليه اتباع العلماء.
وأحكام الشرع -من حلال أو حرام- لا تعرف بالعقل ومن اتبع فيها عقله زاغ وضل. وما أحسن قول الإمام علي رضي الله عنه حين قال: لو كان الدين بالرأي لكان مسح الخف من أسفل.
فإننا أمرنا بمسح أعلى الخف مع أن الأوساخ إنما تنال أسفل الخف.. فلو حكمنا العقل لحكم العقل بأن المسح لأسفل الخف، وهذا على خلاف الشرع.
والخلاصة أننا أمرنا باتباع ما أنزل الله على رسوله، فقد قال الله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [الأعراف:3].
ولا يمكن لغير العالم معرفة ما أنزل الله، وما هو حكم الله إلا بالرجوع إلى أهل العلم.”

منقول للفائدة

#ريشار #ابن_بهجت #ابو_ياسمينا #ابا_الفاروق #رومانسي_متدين #مذكرات_مسلم_في_انجلترا

Director
Lord Richard-Fouad MacLeod
#Ibn_Bahjat
#Abu_Yasmina
#Fouadisms

Production
Fouadisms.com

UK, 2016